كان خبراً مفاجئاً لمعظم وسائل الإعلام أن تستحوذ فيس بوك على الواتساب بمبلغ ضخم 16 مليار دولار إضافة إلى 3 مليار دولار أسهم مقيدة للموظفين، حيث أن الواتساب نفت إجرائها محادثات استحواذ قبل شهر، لكن هل تستحق الشركة هذا المبلغ؟ وماذا ستفعل فيس بوك بالواتساب؟، أسئلة كثيرة دارت في ذهني سأحاول الإجابة عنها اليوم.
قبل أن نبدأ أسس كل من الأمريكي Brian Acton و الأوكراني Jan Koum العاملين سابقاً في شركة ياهوو شركتهم الجديدة الواتساب في عام 2009، لم تحصل الشركة على تمويل خارجي سوى من Sequoia Capital بمبلغ 8 مليون دولار ويعمل في الشركة حالياً 55 موظف فقط.
المستخدمين هم الملوك
أول شيء يجعل فيس بوك تستحوذ على الواتساب هو المستخدمين، يملك الواتساب 450 مليون مستخدم نشط شهرياً، هناك 70% منهم نشطين يومياً، ومعدل نمو المستخدمين سريع لدرجة أن هناك مليون مستخدم جديد يسجل في الخدمة.
لو قاربنا أرقام نمو مستخدمي الواتساب لوجدناه تقريباً ضعف سرعة فيس بوك نفسه وحتى جي مايل و سكايب وتويتر، خلال 4 سنوات من إطلاق الواتساب وصل إلى 450 مليون مستخدم في حين أن فيس بوك خلال السنوات الأربعة الأولى من عمره لم يتجاوز 150 مليون مستخدم.
واعترف مارك زوكربيرغ أن الواتساب هو التطبيق الوحيد الذي يملك معدل نشاط وتفاعل اجتماعي بين المستخدمين يفوق التفاعل على فيس بوك بالرغم من الفارق الكبير بين عدد المستخدمين النشطين، هناك 27 مليار رسالة يتم تبادلها يومياً على الواتساب وهو أكبر من إجمالي عدد الرسائل القصيرة المتداولة حول العالم.
هل تذكرون لما عرضت فيس بوك 3 مليار دولار على سناب شات ورفضوا؟ كان الهدف من الصفقة المستخدمين الشباب، وأيضاً حصلت فيس بوك على نفس الهدف من الواتساب حيث لايزال المراهقين وشريحة الشباب تفضل استخدام تطبيقات الدردشة كالواتساب بدلاً من استخدام تطبيق فيس بوك مسنجر نفسه. وأضف لذلك أن شريحة المستخدمين تشمل كافة أنحاء وقارات العالم لأن الواتساب تطبيق عالمي وليس محصور بسوق محدد كغالبية التطبيقات الصينية و اليابانية حيث تنحصر بأسواق شرق آسيا.
الشيء الثاني الذي يجعل فيس بوك تستحوذ على الواتساب هو أنه متواجد على الموبايل بشكل أساسي وهذا ما تعمل الشركة جاهدة على دخوله ونجحت فيه تدريجياً مؤخراً حيث أصبح أكثر من 940 مليون مستخدم يستخدمون تطبيقه على الهواتف الذكية. ومع توفر الواتساب على كل أنظمة التشغيل حتى للهواتف المحمولة القديمة مثل نوكيا العاملة بنظام سيمبيان سيتيح لفيس بوك أن تعزز تواجدها على قطاع الهواتف الذكية و تصل لشرائح المستخدمين التي تفضل هذه الأجهزة في التواصل.
فيس بوك حاول مرتين الإستحواذ على سوق الموبايل ولم يحقق نجاحاً مهماً، الأولى كانت عبر واجهة فيس بوك هوم التي حاول من خلالها السيطرة على هواتف الأندرويد ولم تلقى اهتماماً كبيراً، والثانية عبر تطبيق المسنجر الذي أطلقته بشكل منفصل ومستقل ليكون أداتها للتواصل الفعلي على الموبايل وأيضاً لم يحقق الغرض المطلوب منه.
ونعلم أن المليار الثاني من مستخدمي الإنترنت لايزالون يعيشون في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، وتلك الأسواق ينشط فيها استخدام الهواتف المحمولة أكثر بكثير من الحواسب وبالتالي فإن وصول فيس بوك إليهم عبر الواتساب بمساعدة مبادرة نشر الإنترنت حول العالم أفضل و أسهل من تحسين موقعها و إضافة المزيد والمزيد من الخدمات إليه.
فيس بوك اليوم يحتاج لمزيد من النمو ولايكفي المزيد من تفاعل المستخدمين الحالين، ولأنه أصبح كبير كفاية بحيث يصعب عليه النمو أكثر، فمن أفضل من الواتساب الذي يفوقه بسرعة النمو أن يعطيه جرعة السرعة اللازمة؟.
دائماً كان يركز المدير التنفيذي للواتساب أن الخدمة لاتهتم بتحقيق الأرباح حالياً في المدى القصير بل يهمها رفع قيمة الشركة، و أكثر من ذلك حيث ذهب أنه لا يهتم للمنافسة مع التطبيقات الأخرى المشابهة بالرغم من أنها تقدم مزايا أكثر، كل ما يهمه تحسين تجربة التواصل لتكون سريعة وعملية.
و من خلال أولى التصريحات الصادرة من الشركتين أكدوا لنا أن صفحة الدردشة لن تعرض فيها إعلانات تعترض محادثتك – أتمنى ذلك – وحتى فيس بوك لا يفكر حالياً بالربح من الواتساب، التركيز سيكون أكثر على زيادة قاعدة مستخدمين لتصل إلى مليار مستخدم خلال خمس سنوات.
الطريقة الوحيدة التي يحقق منها الواتساب أرباحه حالياً هي بيع الإشتراك السنوي بمبلغ 0,99 دولار لكن هذا شيء رمزي وغالباً ما تهدي اشتراكات سنوية مجانية للمستخدمين وسابقاً كان أصحاب الآيفون يدفعون الإشتراك مرة واحدة فقط.
فيس بوك عبر هذه الصفقة يشتري مستقبل الهواتف الذكية بمختلف أنظمة تشغيلها، نعم اليوم هناك مليار هاتف ذكي في العالم ويتوقع أن يصل الرقم إلى خمسة مليارات هاتف خلال 5-10 سنوات حسب كلام المدير التنفيذي للواتساب، ومعظم أصحاب هذه الأجهزة سيقومون بالدردشة و التواصل الفوري كأكثر نشاط يفعلونه على أجهزتهم، هذا هو الإستثمار في المستقبل.
يوضح مارك زوكربيرغ استراتيجية فيس بوك خلال السنوات القليلة القادمة أنها ستعمل على التركيز على النمو وزيادة تواصل المستخدمين ولما يصل عدد مستخدمي فيس بوك إلى 2 أو 3 مليار حينها ستكون هناك عدة طرق للربح من الواتساب. ولا يعتقد مارك أن الإعلانات ستكون الطريقة المناسبة للربح.
ولو لاحظنا كيف يستخدم الناس مسنجر فيس بوك و الواتساب نجد هناك اختلاف واضح، الواتساب يميل ليكون في الزمن الفعلي غالباً وتستخدمه للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بطريقة غير رسمية، بينما مسنجر فيس بوك يكون عادة التواصل فيه بغير الزمن الفعلي وتكون صيغة رسمية أكثر. فيس بوك تريد أن تتواجد على المنصتين أيضاً.
الواتساب على طاولة الغداء
ولو فكرنا من وجهة نظر الإستحواذ العدائي، فهذه الصفقة حالة مثالية أيضاً، عندما تجد “منافسك” يتقدم منك وينمو بشكل أسرع منك، فأنت أمام حالتين، إما تهجم عليه بسلاح فتاك، وهو ما لا تملكه فيس بوك، أو تستميله إلى صفك، وهو ما حصل. كما يقول المثل ” تغدى فيه قبل أن يتعشى فيك”.
ببساطة .. النمو الكبير والسريع في عدد مستخدمي الواتساب أرسل إشارة واضحة إلى فيس بوك أني سأصبح مليار مستخدم قبل أن تصبح أنت مليارين، لأنه كلما كبر حجم الشبكة كلما أصبح النمو أبطئ، وفيس بوك و الواتساب يتنافسان بفكرة التواصل الإجتماعي أي جوهر التواصل الحقيقي التقليدي كما نعرفه.
استراتيجية شركة فيس بوك هي جعل العالم منفتح ومتصل مع بعضه، هناك اليوم 2.4 مليار مستخدم انترنت، حوالي 1 مليار منهم على فيس بوك و أصبح الأمر شاقاً أن يصل للبقية، الواتساب قادم بخطى أسرع ليحصد هذه النسبة البقية، فكان من فيس بوك أن يختصر على نفسه الطريق ويشتري الواتساب ليحصد النسبة ويضمها إليه أيضاً وبهذا يبقى ضمن استراتيجيته أي جعل العالم متصل ببعضه.
بالطبع لايتوقف الأمر عند هذا العدد من مستخدمي الإنترنت، هناك أكثر من ضعفهم لايستخدمون الإنترنت، فيس بوك تعمل على توفير الإنترنت لهم ليدخلو ويستخدموا خدماتها مثل استثمارها بكابلات الإنترنت، الواتساب لايحتاج لإنترنت في الدول الفقيرة والنامية، يمكن أن يعمل عبر البيانات الخلوية ويبقى أقل تكلفة من الإتصال والرسائل القصيرة، هذه فرصة أيضاً أمام فيس بوك.
تطبيقات التواصل الفوري الأخرى
نعيش اليوم طفرة في توفر تطبيقات التواصل الفوري والدردشة التي ترتبط برقم هاتف المستخدم ولاتحتاج منك إلى تعقيدات تسجيل الحساب ثم تفعيله ثم إدخال اسم الحساب وكلمة المرور في كل مرة تريد أن تدخل بها إلى حسابك لتتحدث مع صديقك!، هذا الأمر جداً هام ومعقد لشرائح كبيرة من المستخدمين الذين خبرتهم ضعيفة بإستخدام التقنية. اليوم هناك آلاف التطبيقات في متاجر قوقل بلاي و الآيتونز، كلها تؤدي نفس الوظائف تقريباً وهي الدردشة الفورية وتبادل البيانات و إنشاء المجموعات وحتى المكالمات الصوتية الفورية.
الملاحظ أن تطبيق فايبر و الواتساب كانا الوحيدين الذين يستخدمان على مستوى العالم، ولاحظنا كيف أن فايبر تم بيعه بـ 900 مليون دولار وهو رقم منخفض جداً مقارنة بصفقة الواتساب، بالرغم أن فايبر لديه نموذج ربحي واضح ومتعدد حيث أصبح يربح من بيع الملصقات والعناصر كما ولديه خدمة للإتصال بالأرقام الخليوية و الأرضية الدولية بأسعار منخفضة جداً.
من بين أقرب المنافسين للواتساب هناك تطبيق لاين الذي يملك 350 مليون مستخدم منهم 50 مليون في اليابان موطنه الأصلي والبقية يتراوحون في دول شرق آسيا و الدولة الناشئة كالهند والمكسيك.
ركز لاين على ربحية التطبيق منذ الآن حيث يحقق إيرادات سنوية 330 مليون دولار من خلال بيع العناصر ضمن التطبيق والملصقات والألعاب التي تغطي 60% من العائدات.
فايبر لديه ثالث أكبر عدد مستخدمين من بعد الواتساب حيث يملك 300 مليون مستخدم نشط من 193 دولة حول العالم، ولا نستغرب لو لم يتم بيعه إلى شركة Rakuten اليابانية أن تشتريه فيس بوك، حيث أن الفارق بين عدد المستخدمين ليس كبيراً جداً إضافة لأن فايبر لديه نموذج ربحي من الآن وميزة المكالمات الصوتية التي لايدعمها الواتساب بعد.
لانغفل عن تطبيق WeChat الصيني الذي مع الواتساب يشكلون حجم أكبر من تويتر من عدد المستخدمين والرسائل المتبادلة، وبالتالي لو لم تنجح فيس بوك بالإستحواذ على تويتر، لما لا تستحوذ على أحد هذه البدائل؟.
عن استحواذ فيس بوك على الواتساب by محمد حبش المصدر عالم التقنية
قبل أن نبدأ أسس كل من الأمريكي Brian Acton و الأوكراني Jan Koum العاملين سابقاً في شركة ياهوو شركتهم الجديدة الواتساب في عام 2009، لم تحصل الشركة على تمويل خارجي سوى من Sequoia Capital بمبلغ 8 مليون دولار ويعمل في الشركة حالياً 55 موظف فقط.
المستخدمين هم الملوك
أول شيء يجعل فيس بوك تستحوذ على الواتساب هو المستخدمين، يملك الواتساب 450 مليون مستخدم نشط شهرياً، هناك 70% منهم نشطين يومياً، ومعدل نمو المستخدمين سريع لدرجة أن هناك مليون مستخدم جديد يسجل في الخدمة.
لو قاربنا أرقام نمو مستخدمي الواتساب لوجدناه تقريباً ضعف سرعة فيس بوك نفسه وحتى جي مايل و سكايب وتويتر، خلال 4 سنوات من إطلاق الواتساب وصل إلى 450 مليون مستخدم في حين أن فيس بوك خلال السنوات الأربعة الأولى من عمره لم يتجاوز 150 مليون مستخدم.
واعترف مارك زوكربيرغ أن الواتساب هو التطبيق الوحيد الذي يملك معدل نشاط وتفاعل اجتماعي بين المستخدمين يفوق التفاعل على فيس بوك بالرغم من الفارق الكبير بين عدد المستخدمين النشطين، هناك 27 مليار رسالة يتم تبادلها يومياً على الواتساب وهو أكبر من إجمالي عدد الرسائل القصيرة المتداولة حول العالم.
هل تذكرون لما عرضت فيس بوك 3 مليار دولار على سناب شات ورفضوا؟ كان الهدف من الصفقة المستخدمين الشباب، وأيضاً حصلت فيس بوك على نفس الهدف من الواتساب حيث لايزال المراهقين وشريحة الشباب تفضل استخدام تطبيقات الدردشة كالواتساب بدلاً من استخدام تطبيق فيس بوك مسنجر نفسه. وأضف لذلك أن شريحة المستخدمين تشمل كافة أنحاء وقارات العالم لأن الواتساب تطبيق عالمي وليس محصور بسوق محدد كغالبية التطبيقات الصينية و اليابانية حيث تنحصر بأسواق شرق آسيا.
الشيء الثاني الذي يجعل فيس بوك تستحوذ على الواتساب هو أنه متواجد على الموبايل بشكل أساسي وهذا ما تعمل الشركة جاهدة على دخوله ونجحت فيه تدريجياً مؤخراً حيث أصبح أكثر من 940 مليون مستخدم يستخدمون تطبيقه على الهواتف الذكية. ومع توفر الواتساب على كل أنظمة التشغيل حتى للهواتف المحمولة القديمة مثل نوكيا العاملة بنظام سيمبيان سيتيح لفيس بوك أن تعزز تواجدها على قطاع الهواتف الذكية و تصل لشرائح المستخدمين التي تفضل هذه الأجهزة في التواصل.
فيس بوك حاول مرتين الإستحواذ على سوق الموبايل ولم يحقق نجاحاً مهماً، الأولى كانت عبر واجهة فيس بوك هوم التي حاول من خلالها السيطرة على هواتف الأندرويد ولم تلقى اهتماماً كبيراً، والثانية عبر تطبيق المسنجر الذي أطلقته بشكل منفصل ومستقل ليكون أداتها للتواصل الفعلي على الموبايل وأيضاً لم يحقق الغرض المطلوب منه.
ونعلم أن المليار الثاني من مستخدمي الإنترنت لايزالون يعيشون في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، وتلك الأسواق ينشط فيها استخدام الهواتف المحمولة أكثر بكثير من الحواسب وبالتالي فإن وصول فيس بوك إليهم عبر الواتساب بمساعدة مبادرة نشر الإنترنت حول العالم أفضل و أسهل من تحسين موقعها و إضافة المزيد والمزيد من الخدمات إليه.
فيس بوك اليوم يحتاج لمزيد من النمو ولايكفي المزيد من تفاعل المستخدمين الحالين، ولأنه أصبح كبير كفاية بحيث يصعب عليه النمو أكثر، فمن أفضل من الواتساب الذي يفوقه بسرعة النمو أن يعطيه جرعة السرعة اللازمة؟.
كيف نربح من الواتساب؟
لعل السؤال الأبرز الذي يخطر في بال أي شخص لما يسمع أن فيس بوك تدفع كل هذا المال لقاء تطبيق لا يحقق أرباح تذكر، الواتساب لايكشف عن عدد المستخدمين الذين يدفعون اشتراكات سنوية، كيف ستربح فيس بوك منه؟.دائماً كان يركز المدير التنفيذي للواتساب أن الخدمة لاتهتم بتحقيق الأرباح حالياً في المدى القصير بل يهمها رفع قيمة الشركة، و أكثر من ذلك حيث ذهب أنه لا يهتم للمنافسة مع التطبيقات الأخرى المشابهة بالرغم من أنها تقدم مزايا أكثر، كل ما يهمه تحسين تجربة التواصل لتكون سريعة وعملية.
و من خلال أولى التصريحات الصادرة من الشركتين أكدوا لنا أن صفحة الدردشة لن تعرض فيها إعلانات تعترض محادثتك – أتمنى ذلك – وحتى فيس بوك لا يفكر حالياً بالربح من الواتساب، التركيز سيكون أكثر على زيادة قاعدة مستخدمين لتصل إلى مليار مستخدم خلال خمس سنوات.
الطريقة الوحيدة التي يحقق منها الواتساب أرباحه حالياً هي بيع الإشتراك السنوي بمبلغ 0,99 دولار لكن هذا شيء رمزي وغالباً ما تهدي اشتراكات سنوية مجانية للمستخدمين وسابقاً كان أصحاب الآيفون يدفعون الإشتراك مرة واحدة فقط.
فيس بوك عبر هذه الصفقة يشتري مستقبل الهواتف الذكية بمختلف أنظمة تشغيلها، نعم اليوم هناك مليار هاتف ذكي في العالم ويتوقع أن يصل الرقم إلى خمسة مليارات هاتف خلال 5-10 سنوات حسب كلام المدير التنفيذي للواتساب، ومعظم أصحاب هذه الأجهزة سيقومون بالدردشة و التواصل الفوري كأكثر نشاط يفعلونه على أجهزتهم، هذا هو الإستثمار في المستقبل.
يوضح مارك زوكربيرغ استراتيجية فيس بوك خلال السنوات القليلة القادمة أنها ستعمل على التركيز على النمو وزيادة تواصل المستخدمين ولما يصل عدد مستخدمي فيس بوك إلى 2 أو 3 مليار حينها ستكون هناك عدة طرق للربح من الواتساب. ولا يعتقد مارك أن الإعلانات ستكون الطريقة المناسبة للربح.
ولو لاحظنا كيف يستخدم الناس مسنجر فيس بوك و الواتساب نجد هناك اختلاف واضح، الواتساب يميل ليكون في الزمن الفعلي غالباً وتستخدمه للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بطريقة غير رسمية، بينما مسنجر فيس بوك يكون عادة التواصل فيه بغير الزمن الفعلي وتكون صيغة رسمية أكثر. فيس بوك تريد أن تتواجد على المنصتين أيضاً.
الواتساب على طاولة الغداء
ولو فكرنا من وجهة نظر الإستحواذ العدائي، فهذه الصفقة حالة مثالية أيضاً، عندما تجد “منافسك” يتقدم منك وينمو بشكل أسرع منك، فأنت أمام حالتين، إما تهجم عليه بسلاح فتاك، وهو ما لا تملكه فيس بوك، أو تستميله إلى صفك، وهو ما حصل. كما يقول المثل ” تغدى فيه قبل أن يتعشى فيك”.
ببساطة .. النمو الكبير والسريع في عدد مستخدمي الواتساب أرسل إشارة واضحة إلى فيس بوك أني سأصبح مليار مستخدم قبل أن تصبح أنت مليارين، لأنه كلما كبر حجم الشبكة كلما أصبح النمو أبطئ، وفيس بوك و الواتساب يتنافسان بفكرة التواصل الإجتماعي أي جوهر التواصل الحقيقي التقليدي كما نعرفه.
استراتيجية شركة فيس بوك هي جعل العالم منفتح ومتصل مع بعضه، هناك اليوم 2.4 مليار مستخدم انترنت، حوالي 1 مليار منهم على فيس بوك و أصبح الأمر شاقاً أن يصل للبقية، الواتساب قادم بخطى أسرع ليحصد هذه النسبة البقية، فكان من فيس بوك أن يختصر على نفسه الطريق ويشتري الواتساب ليحصد النسبة ويضمها إليه أيضاً وبهذا يبقى ضمن استراتيجيته أي جعل العالم متصل ببعضه.
بالطبع لايتوقف الأمر عند هذا العدد من مستخدمي الإنترنت، هناك أكثر من ضعفهم لايستخدمون الإنترنت، فيس بوك تعمل على توفير الإنترنت لهم ليدخلو ويستخدموا خدماتها مثل استثمارها بكابلات الإنترنت، الواتساب لايحتاج لإنترنت في الدول الفقيرة والنامية، يمكن أن يعمل عبر البيانات الخلوية ويبقى أقل تكلفة من الإتصال والرسائل القصيرة، هذه فرصة أيضاً أمام فيس بوك.
تطبيقات التواصل الفوري الأخرى
نعيش اليوم طفرة في توفر تطبيقات التواصل الفوري والدردشة التي ترتبط برقم هاتف المستخدم ولاتحتاج منك إلى تعقيدات تسجيل الحساب ثم تفعيله ثم إدخال اسم الحساب وكلمة المرور في كل مرة تريد أن تدخل بها إلى حسابك لتتحدث مع صديقك!، هذا الأمر جداً هام ومعقد لشرائح كبيرة من المستخدمين الذين خبرتهم ضعيفة بإستخدام التقنية. اليوم هناك آلاف التطبيقات في متاجر قوقل بلاي و الآيتونز، كلها تؤدي نفس الوظائف تقريباً وهي الدردشة الفورية وتبادل البيانات و إنشاء المجموعات وحتى المكالمات الصوتية الفورية.
الملاحظ أن تطبيق فايبر و الواتساب كانا الوحيدين الذين يستخدمان على مستوى العالم، ولاحظنا كيف أن فايبر تم بيعه بـ 900 مليون دولار وهو رقم منخفض جداً مقارنة بصفقة الواتساب، بالرغم أن فايبر لديه نموذج ربحي واضح ومتعدد حيث أصبح يربح من بيع الملصقات والعناصر كما ولديه خدمة للإتصال بالأرقام الخليوية و الأرضية الدولية بأسعار منخفضة جداً.
من بين أقرب المنافسين للواتساب هناك تطبيق لاين الذي يملك 350 مليون مستخدم منهم 50 مليون في اليابان موطنه الأصلي والبقية يتراوحون في دول شرق آسيا و الدولة الناشئة كالهند والمكسيك.
ركز لاين على ربحية التطبيق منذ الآن حيث يحقق إيرادات سنوية 330 مليون دولار من خلال بيع العناصر ضمن التطبيق والملصقات والألعاب التي تغطي 60% من العائدات.
فايبر لديه ثالث أكبر عدد مستخدمين من بعد الواتساب حيث يملك 300 مليون مستخدم نشط من 193 دولة حول العالم، ولا نستغرب لو لم يتم بيعه إلى شركة Rakuten اليابانية أن تشتريه فيس بوك، حيث أن الفارق بين عدد المستخدمين ليس كبيراً جداً إضافة لأن فايبر لديه نموذج ربحي من الآن وميزة المكالمات الصوتية التي لايدعمها الواتساب بعد.
لانغفل عن تطبيق WeChat الصيني الذي مع الواتساب يشكلون حجم أكبر من تويتر من عدد المستخدمين والرسائل المتبادلة، وبالتالي لو لم تنجح فيس بوك بالإستحواذ على تويتر، لما لا تستحوذ على أحد هذه البدائل؟.
عن استحواذ فيس بوك على الواتساب by محمد حبش المصدر عالم التقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق